ظلت المساجد مراكز العلم حتى القرن الرابع، و حين عم الإسلام شعوب الدولة، و امتلأت المساجد بالمصلين و الدارسين، و زادت الضوضاء بالمسجد، ظهرت فكرة انفصال حلقة الدراسة عن المسجد.
فانعزلت في مكان بجوار المسجد، و هكذا ظهرت فكرة المدرسة.
و في القرن الخامس، سنة ٤٨٥، انشأ نظام الملك سلسلة من المدارس في بغداد و مدن إيران و العراق.
و بنى لها الأبنية الضخمة، و أوقف عليها الأوقاف، و عين لها المدرسين.
و سرعان ما انتشرت الفكرة، و لم يمض قرن حتى كانت المدارس بالعشرات تنشأ في دمشق و الموصل و حلب و القدس.
كان في دمشق وحدها ١٣٠ مدرسة، و في القدس ٦٠ مدرسة، و في القاهرة أكثر من مائة.
و من أشهر مدارس بغداد كانت المستنصرية، و هي أشبه بالجامعة، بناها المستنصر سنة ١٢٣٤.
و بعض المساجد – مثل مسجد المنير، الذي بني في عهد هارون الرشيد في بغداد، أو تلك الموجودة في أصفهان و دمشق و القاهرة و القصر الحمراء (غرناطة) – أصبحت مراكز تعليمية للطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
و من الصعب احصاء عدد المدارس الإسلامية، و كانت تبلغ حتى أواخر القرن الخامس عشر عدة آلاف.
و كذلك من الصعب رسم مخطط لأبنيتها لأنها لم تتبع كالمسجد نظام خاص محدد للبناء.
و لكنها عامة كانت تحتوي على قاعات لسكن الشيوخ و الطلاب، و مساحات واسعة.
تعليقات
إرسال تعليق
صلي علي النبي